Oct 25, 2007

Why The West Is Against Islam: A Research History 2006

العداء بدأ مع تحريف الانجيل

أعداء الإسلام اشترطوا اختفاء القرآن لمواكبة العرب للحضارة





القاهرة - مدحت عبد الدايم :

الشرق الخميس ,28 سبتمبر 2006



لم يعد خفيا على أحد بعد تصريحات بابا الفاتيكان الشائنة ضد الاسلام ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ان القضية الحقيقية ليست مجرد صراع العالم الغربى ضد العالم العربى فحسبه، وانما هى بكل أسف صراع التعصب ورياحه ضد الاسلام، وهو صراع بعيد المدى بشقيه الدينى والسياسي.



عن ذلك الصراع واشكاله المتعددة التى استخدم فيها الغرب كل ما يمكن وما لا يمكن تصوره من وسائل لتحقيق اغراضه، كشفت الدكتورة زينب عبد العزيز استاذة الحضارة والتاريخ الاسلامى فى دراستها التى تحمل عنوان " محمد صلى الله عليه وسلم والاسلام فى عيون الغرب " عن ان ذلك التعصب الغربى ضد الاسلام أدى عبر العصور الى حملات ترمي الى اقتلاعه، وان تلك المصالحة التى تمت بين الفاتيكان والكيان الصهيونى وتبرئته من دم السيد المسيح - كما يعتقدون - لم تكن الا بغية الاعتراف بالكيان الصهيونى فى فلسطين المحتلة، واقتلاع شعب اعزل هو صاحب الارض وصاحب الحق، وان ذلك العالم المدعو زعما متحضرا ليس فى واقع الامر الا الركيزة الاساسية المساندة للكيان الصهيونى، وان الدافع الحقيقى وراء موقف الغرب المتعصب ضد الاسلام، لا يرجع الى مجرد عدم اعترافه بهذا الدين الذى قد اتى مصوبا لتحريف رسالة التوحيد بالله مرتين، وكان مكملا وخاتما لها، وانما يرجع - كما تقول الدراسة - الى انه يمثل الدليل القاطع على جريمة التحريف التى اقترفتها الايادى العابثة فى الكنيسة بتأليه السيد المسيح فى " مجمع نيقيا الاول" عام 325 م، وعلى كل ما قامت به من تغيير وتبديل فى اناجيلها منذ قاموا بكتابتها حتى يومنا هذا، فاى مجرم او مخطئ او آثم اهم ما يعنيه بعد اقتراف جريمته هو محو اى دليل عليها، لذا فلا عجب مما يكيله الغرب بمتعصبيه للاسلام.



تعضد الدراسة بالوثائق ما تشير اليه من ان جمهرة من المتعصبين ممن لا يعترفون بالاسلام عملوا على بث اقوالهم المرسلة المنددة بالاسلام، بل ان منهم من صرح بما تنطوى عليه نفسه من كراهية للاسلام، فكتب ميشيل لولنج " ان الكنيسة تعتبر المسيح خاتم الرسالة، لذلك فهى لا تعترف بنبى الاسلام الذى ادانه المسيحيون بصورة سلبية تهجمية وعدوانية، ويوضح موريس بوكاى فى مقدمة كتابه " الانجيل والقرآن والعلم " " ان المسيحية لا تأخذ فى الاعتبار أية ديانة بعد المسيح، وبذلك فهى تستبعد القرآن " فيما يشكك الاب جان كلود بارو فى كتابه " عن الاسلام عامة والعصر الحديث بصفة خاصة " فى مصداقية نزول وتدوين القرآن، وان صعوبة ترجمة القرآن ترجع الى " ان القرآن اقل بكثير من الكتب الدينية الاخرى كالانجيل او البجاماجيتا او حتى الالياذة، فالقرآن بالنسبة لهذه الاعمال الجليلة كتاب بالٍ شديد الملل، ولعل ذلك الملل هو الذى جعل المستشرقين يأنفون من ترجمته " ولم يكتف ذلك الاب المبجل بذلك بل تناول السنة التى يعرفها بانها المكملة للقرآن " حيث ان هذا الكتاب لم يشرع لاى شئ "، كما يقول جان كلود بارو فى كتابه بان الاسلام دين منقول وليس منزلا، وانه دين رأسى بلا وسطاء، ودين سياسى قائم على السلاح والجهاد وليس على التأمل كما يصف رسولنا الاكرم صلى الله عليه وسلم بانه لم يقم باى اصلاح، وان دينه دين ذاتى لا صلة له بالديانتين ولم ينبع من نفسه الاصل، وان الاسلام دين تقليد متحجر يدفع على الخبث والرياء، وانه دين كبير عددا ومساحة فحسب.



وتكشف الدراسة ان هذه الفريات ليست بجديدة بل تمثل مددا متواصلا يمتد منذ بداية الاسلام فى حقبه الاولى، ومن ذلك ما قال به الاب ميشلية فى تاريخ فرنسا الجزء الرابع 1861م بان " الاسلام يعنى الله هو الله، انه دين التوحيد، وليختفى الانسان وليختبئ الجسد.. لا صور فيه ولا فن لأن هذا الرب الغيور يغار حتى من رموزه: انه يستحوذ على الانسان ولابد له من ان يكتفى به، فالاسرة قد تهدمت تقريبا وكذلك القرابة والقبيلة، واختباء المرأة فى الحرملك، لقد سمح باربع زوجات، لكنه اقر محظيات بلا عدد، ان العلاقات قليلة بين الاخوة وذويهم، ولا يوجد لديهم مسيح، ولا اى وسيط ولا إله انسان، ان هذا السلم الذى منحتنا المسيحية اياه، والذى يصعد الى الله عن طريق القديسين والعذراء والملائكة ويسوع، قد الغاه محمد، كما الغى اى تدرج الهى او انسانى ".



فيما وصف كثير من الاباء والاساقفة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم باوصاف لا يمكن كتابتها بحال واتهموه بابشع التهم، بما يكشف عن احقاد تم توارثها عبر الاجيال منذ قال بيير جوزيف برودون المشرع الاشتراكى الفرنسى فى مذكراته عام 1846: " ما ان يتم تحرير افريقيا من محمد وكل الهمج - على ايدى الشعوب المسيحية - حتى تصبح حرة مستقلة ونفس الحال بالنسبة للهند والصين: ان ذلك لهو حق الشعوب الجديد " ويزيد آرنست رينان الاب المستشرق الفرنسى من وضوح هذا المخطط قائلا فى كتاب له عام 1863 عن حياة يسوع " ان الشرط الاساسى لكى تنتشر الحضارة الاوروبية، هو هدم ذلك الشئ الشديد السامية، هى هدم السلطة الالهية للاسلام " وهنا تكمن الحرب الخالدة كما قال وليم جيفورد " متى توارى القرآن، ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ ان نرى العربى يتدرج فى سبيل الحضارة التى لم يبعده عنها الا محمد وكتابه ".



وتخلص الدراسة الى ان موقف عداء الغرب للاسلام ليس بجديد او بغريب، بما فى ذلك محاولات المستشرقين النيل من القرآن بزعم ترجمته، حتى ان المستشرق الشهير " جريس بلاشير" يورد فى مقدمة كتابه عن " القرآن " تلك " الصورة المشوهة التى قدمتها اوروبا المسيحية عن محمد " مشيرا بذلك الى العديد من الترجمات التى تمت لمعانى القرآن منذ القرن الخامس عشر والتى كانت كلها تمثل عنصرا اساسيا فى الصراع القائم ضد الاسلام " ومع ذلك جاءت كتاباته عن القرآن فى نفس الخط، كما شكك " جاك بيرك" قبل اعوام فى نزول القرآن وترتيبه وجمعه، وادعى تأثر القرآن بالشعر الجاهلى والفكر اليونانى القديم وغير ذلك من المزاعم، التى تصب فى خانة عدم اعتراف الغرب بالاسلام، والعمل على ضرب الاسلام من الداخل، وضرب جوهره وكيانه المنزل، مع غرس كراهية العرب، وضرب محاولات الاستقلال، والاعتماد على حكومات عميلة، ووسائل اعلام متواطئة، ونهب ثروات العرب بافلاسهم عن طريق تصدير ما لا ينفع وبيع المزيد من الاسلحة لتأجيج القتال فيما بينهم.

No comments: